نادر خياط..."ريدوان" الفنان المغربي الذي اكتسح العالمية
يزخر المغرب بتاريخ ثقافي عريق وحضور فني ثقيل بأسماء تركت أثرا راسخا بأعمالها الموسيقية والإبداعية في مختلف أصناف الفنون السبعة، وفي الموسيقى، يعتبر نادر خياط أو كما يكنى بـ Redone مثالا كبيرا لنجاح ساحق وعالمي، من شاب مغربي طموح إلى أحد أعمدة الإنتاج الموسيقى على مستوى العالم، هو منتج موسيقي وموزع وكاتب أغاني ومغني، ونجح بعد سنوات من العمل والاجتهاد والإبداع من تحقيق إنجازات استثنائية، والعمل مع نجوم كبار وإنتاجات موسيقية حققت نجاحا قياسيا، كما أنشأ شركته الخاصة واستقل بعمله الخاص ليصبح ملاذ العديد من المواهب الصاعدة في عالم الموسيقى.
إبن تطوان وهجرة إلى السويد لمطاردة الحلم
ولد نادر خياط Nadir Khayat يوم 10 أبريل 1972 بمدينة تطوان المغربية، وفي سن الـ18 قرر الهجرة إلى السويد والاستقرار هناك من أجل مطاردة حلمه، وتجسيد أفكاره وطموحاته وشغفه الكبير في الموسيقى، طبعا الأمر لم يكن بتلك السهولة، حيث كان يرى في السويد هي المكان الصحيح لانطلاقته لأنها تزخر بإنتاج موسيقى مميز، وكانت فرق ABBA و Europe و Roxette من مصادر الإلهام بالنسبة له، وخلال سنواته في السويد، تابع طموحاته الموسيقية من خلال الغناء والعزف على الجيتار في مختلف فرق الروك المحلية، ثم بعد ذلك قام بتغيير الاتجاه الفني، وذلك باختيار إنتاج وكتابة الأغاني لفنانين آخرين.
نجاح باهر وبزوغ نجم وموهبة Redone
بدأ نجاح RedOne يظهر تدريجيا، حيث عمل مع فرقة الفتيات السويدية الناجحة Popsie عن طريق كتابة أغنيتيهما Funky و Joyful Life في عام، 1998، بعد ذلك توجه لإنتاج العديد من أعمال البوب السويدية والأوروبية، حيث في 2001-2002 ، شارك في كتابة وإنتاج لفرقة The ABBA Generation التي حققت نجاحًا كبيرًا، حيث شارك في العديد من الألبومات الناجحة على غرار Teen Spirit في عام 2001 و Pop 'Til You Drop، حيث كان شريكه في هذه المسيرة "رامي يعقوب" وهو زميله في فرقة الروك التي كان يعزف فيها، ومع مرور الوقت أصبح عملهما على كل لسان، وتمكنا من الانضمام إلى شركة Cheiron Studios التي كانت تعمل مع أسماء ضخمة مثل Backstreet Boys و Britney Spears و Westlife و Céline Dion.
طرق أبواب النجومية من بوابة كأس العالم 2006
في 2005، بدأ RedOne أخيرًا في حصد ثمار العمل الكبير الذي كان يقوم به، حيث كتب أغنيتين لألبوم المغني الشهير دانيال ليندستروم وهي Break Free و My Love Wn't Let You Down، كما شارك في كتابة الأغنية المميزة Step Up مع دارين زانيار وحصل بفضلها على جائزة غرامي السويدية، وأفضل أغنية اسكندنافية للعام، وبعد ذلك تواصلت نجاحاته وإبداعاته، وأنتج وكتب العديد من الأغاني الناجحة في السويد، وبحلول 2006 وتزامنا مع مسابقة كأس العالم لكرة القدم، أنتج RedOne الأغنية الرسمية للمونديال الذي أقيم في ألمانيا تحت عنوان Bamboo والتي كانت بمثابة ترويج للحدث في كل أنحاء العالم، كما أنتج ميكس لأغنية Hips Don't Lie من أداء المغنية الشهيرة شاكيرا رفقة Wyclef Jean، وقاما بغنائها في نهائي كأس العالم في برلين وشاهدتها أكثر من مليار شخص عبر العالم.
العودة إلى نقطة الصفر بعد صعوبات
وعلى الرغم أن أغنية Bamboo جعلته يثبت مكانته كمنتج بارز في السوق العالمية ، إلا أن RedOne أكد شخصيا أن الأغنية لم يكن لها التأثير، حيث قال في مقابلة سابقة: "لقد كان شيئًا جيدًا بالنسبة لي باعتباره إنجازًا شخصيًا ولكن فيما يتعلق بالأعمال التجارية أو جذب الأعمال والشركات للحصول على المزيد من العمل ، لم يكن لذلك تأثير كبير ، لا سيما في الولايات المتحدة، فقد فتحت بعض الأبواب التي أغلقت بسرعة بعد ذلك"، بعدها قرر الانتقال إلى الولايات المتحدة 2007، وتحديدا إلى نيوجيرسي مع زوجته للحصول على فرص وظيفية أفضل، ولكنه خسر كل أمواله وعاد إلى نقطة الصفر ووصل به الحد إلى الإفلاس وكان يمر بظروف صعبة جدا جعلته يفكر في العودة إلى السويد والاستسلام نهائيا.
مهندس نجاح "لايدي غاغا"
في وقت كان يخطط RedOne للعودة إلى السويد، أثارت أعماله إعجاب رئيس شركة Epic Records تشارلي ماركي، والذي جعله يشارك في ريمكس المغنية الشهيرة جينيفر لوبيز وبعض العروض الأخرى، ثم شارك في إنتاج الأغنية للمغنية Kat DeLuna بعنوان 9Lives ، والتي أعجبت كثيرا بعمله وطلبته منه انتاج الألبوم كله، وفي نهاية 2007 تلقى عرض كبير من أجل انتاج أغاني النجمة Lady Gaga وكان وراء أغانيها الأكثر شهرة حتى يومنا هذا Poker Face و Just Dance، إضافة إلى أكثر من 15 انتاجا معها حتى 2009، وهناك كان قد اكتسب شهرة هو الآخر وأصبح مطلوبا من طرف أشهر المغنيين ونجوم الفن.
العمل مع الأسطورة مايكل جاكسون
في 2009، حصل RedOne على فرصة ذهبية للعمل مع أسطورة البوب الأمريكي الراحل مايكل جاكسون ضمن آخر ألبوم له، كما أنتج ريميكس من We Are the World ، لجمع الأموال لجهود الإغاثة في هايتي بعد أن دمرت المنطقة بسبب الزلازل في 2011 ، كما صنفته مجلة Jeune Afrique12 من بين "أكثر 50 شخصية أفريقية تأثيرًا في العالم"، وفي المجمل عمل RedOne مع أكبر وأشهر نجوم الغناء في العالم طيلة مشواره، على غرار ليونيل ريتشي، كريستينا أغيليرا، الشاب خالد، شاكيرا، ليدي غاغا، جنيفر لوبيز، إيكون، إنريكيه إغليسياس، نيكول شيرزينغر، أشر، بيتبول، شون كينغستون وأيضا جيستن بيبر وآخرين، وكان اسمه مطلوبا دائما بفضل عمله الاستثنائي والمميز.
إطلاق شركة تسجيل خاصة
أطلق RedOne شركة تسجيلاته الخاصة أسماها 2101 Records بشراكة مع شركة يونيفرسال ميوزيك العالمية، تعاون خلالها مع العديد من الوجوه الشابة أمثال المغني والممثل الروسي أليكسي فوروبيوف الذي كتب له العديد من الأغاني التي تغنى بها خلال تمثيله روسيا في مسابقة الأغنية الأوروبية لعام 2012، كما تعاون سنة 2013 مع المغني المغربي الصاعد أنذاك أحمد شوقي لتوزيع "ألبوم حبيبي أنا أحبك" مع مغني راب الأمريكي بيتبول.
جوائز عالمية وشرف التتويج من الملك محمد السادس
رشح RedOne لعشر جوائز غرامي، فاز منها بثلاث جوائز، كما حصل على جائزة غراميس السويدية العريقة كمنتج السنة، والتي تعادل قيمتها جوائز غرامي الأمريكية، كما صنف عام 2009 المنتج الأول في بيلبورد هوت 100، وحصل على لقب كاتب الأغاني الثالث عالميا ومؤلف السنة من طرف جمعية حقوق المؤلف الأمريكية بي إم إي، في يوليو 2011 وشح من طرف جلالة الملك محمد السادس بوسام "الكفاءة الفكرية"، الذي يعد أعلى مراتب الشرف في المغرب.
في نهاية 2021، أضاف ريدوان تميزا آخرا لمسيرته الذهبية الحافلة، حيث انضم ليكون مديرا تنفيذيا للترفيه الإبداعي ضمن الفيدرالية الدولية لكرة القدم "الفيفا"، ليكون بذلك ريدوان من بين أبرز الوجوه الفنية المؤثرة بالجانب الفني الترفيهي في أكبر منظمة رياضية بالعالم، إضافة على كونه سيشرف على عدد كبير من المشاريع في كأس العالم 2022 المقررة بقطر.