ولد سفيان البقالي Soufiane El Bakkali في مدينة فاس بـ7 يناير 1996، أبرز موهبته في سن صغيرة، وكان سريع البديهة وبرز كثيرا من خلال الرياضة المدرسية التي جعلته محط أنظار، وفي 2010، خطف البقالي الأنظار بموهبته الفذة، وذلك عندما نظم نادي فاس لألعاب القوى، مسابقة ضمت 3600 تلميذا يدرسون بحي المرجة الشعبي بمدينة "فاس"، وقدم سفيان مؤشرات واعدة جعلت نادي فاس لألعاب القوى يضمه إلى صفوفه.
سفيان البقالي… أسد الأطلس الذي صنع تاريخا ذهبيا
في عام 2013 كان الوقت مناسبا بالنسبة لـ سفيان البقالي، حيث انضم إلى أكاديمية محمد السادس لألعاب القوى والمتخصصة في صناعة الأبطال، ونجح البقالي في تطوير أرقامه بشكل لافت، خاصة وأنه وجد إحاطة فنية ومعنوية كبيرتين في الأكاديمية، وكان يعمل يوميا على الارتقاء في درجات التطور واكتساب الخبرة، خاصة وأن الأكاديمية منحته كل شيء ليكون جاهزا وقادرا على الوصول إلى منصات التتويج وحصد الميداليات مستقبلا، وبدوره كان سفيان جاهزا وطموحا لتطوير إمكانياته وبداية المشاركة في المسابقات العالمية الرسمية.
أول ظهور عالمي في الولايات المتحدة
في سن الـ18، شارك البقالي لأول مرة في مسيرته ضمن مسابقة عالمية كبيرة، كان ذلك في يوجين بالولايات المتحدة، خلال بطولة العالم لألعاب القوى الخاصة بالناشئين 2014، وهناك تأهل البقالي إلى النهائي في سباق 3000 متر حواجز، وحقق المركز الرابع في نهاية المطاف بتوقيت 8 دقائق، 34 ثانية و98 جزء بالمئة، وفي تلك المسابقة كانت الانطلاقة الفعلية بالنسبة للبطل المغربي، حيث احتك بالمستوى العالي واكتسب الخبرة والتجربة اللازمة، كما أنه أصبح أكثر جاهزية لبداية حصد الانتصارات والميداليات، إلا أن المهمة لم ولن تكون سهلة على الإطلاق، خاصة وأنه خرج بنتيجة سيئة في بطولة إفريقيا لألعاب القوى أيضا التي أقيمت بنفس العام في مراكش، وحل في المركز العاشر في نهائي 3000 متر حواجز، وهناك كان يعرف جيدا أنه الطريق نحو الإنجازات يحتاج مزيدا من العمل والمجهودات.
العدو الريفي ثم التميز أولمبياد ريو
اختار البقالي تجربة موهبته أيضا في اختصاص العدو الريفي، وشارك في بطولة العالم 2015 في الصين، حيث حل في المركز الـ18 بتوقيت 24 دقيقة و26 ثانية، ثم واصل إصراره وحل في المركز السابع في نهاية المطاف محققا 139 نقطة في المجموع، وبعد ضمان التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل 2016، تمكن البقالي في سن الـ20 من التأهل إلى نهائي مسابقة 3000 متر حواجز، وخطف الأضواء وبرز بشكل كبير، إلا أنه كان على بعد مركز واحد من صعود منصة التتويج، حيث حل في المركز الرابع بالنهائي محققا توقيت 8 دقائق، 14 ثانية و35 جزء بالمئة، وبعد كل مسابقة عالمية وقارية كان البقالي يطور نفسه ويصبح أفضل من أي وقت مضى.
معانقة الذهب في أكبر المسابقات العالمية
توهج نجم البقالي بشكل كبير في 2017، وهو في سن الـ21 ربيعا، حيث حقق أول ميدالية ذهبية في مشواره الرياضي خلال الدوري الماسي خلال جولة ستوكهولم بالسويد، وفي نفس العام عاد ليظهر في الدوري الماسي مرة أخرى وفي منزله وأرضه، خلال جولة الرباط محققا أفضل توقيت له بـ8 دقائق، 5 ثواني و12 جزء بالمئة، ثم شد الرحال إلى بريطانيا وعاصمة الضباب لندن ليشارك في أهم الأحداث خلال السنة، بطولة العالم لألعاب القوى، حيث قدم البقالي أقوى عروضه ووصل إلى النهائي وكان منافسا شرسا للبطل الكيني الشهير كونسيلوس كيبروتو، الذي حصل على الميدالية الذهبية، وجاء البقالي ورائه بفارق جزء من الثانية ليظفر بالميدالية الفضية، ويقدم نفسه مرة أخرى للعالم أنه بطل قادم لا محالة للسيطرة وإعادة أمجاد القروج إلى المحافل الأولمبية والعالمية.
البقالي يخطف الأنظار في إسبانيا
وبحلول 2018، كان البقالي جاهزا لبلوغ منصات التتويج مرة أخرى في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث شارك دائما في اختصاصه 3000 متر حوائز، وحصل على الميدالية الذهبية عن جدارة واستحقاق محققا المركز الأول بتوقيت ليس هو الأفضل له إلا أنه عانق الذهبية الثالثة في مشواره الرياضي، بعدها شد الرحال إلى نيجيريا، وذلك للمشاركة في البطولة الإفريقية لألعاب القوى وهناك اكتفى بالميدالية الفضية والمركز الثاني.
أرقام شخصية والميداليات تتهاطل
في 20 جويلية من عام 2018 تزامن كان البقالي على موعد مع تحقيق أفضل توقيت له منذ بداية مسيرته الاحترافية في عالم ألعاب القوى، حيث نجح لأول مرة في الهبوط تحت حاجز الـ8 دقائق، وذلك عندما حقق7 دقائق و58:15 ثانية في ملتقى موناكو بفرنسا، بعدها واصل البقالي حصد الميداليات وتحقيق الإنجازات، رغم أن شعر بخيبة أمل في الألعاب الإفريقية 2019 التي احتضنتها العاصمة الرباط، عندما جاء في المركز الثالث واكتفى بالبرونزية، ثم أخفق في الحصول على المعدن النفسي أيضا في بطولة العالم لألعاب القوى في العاصمة القطرية الدوحة في نفس العالم، وجاء في المركز الثالث واكتفى بالبرونزية، وكل هذه الأرقام والإنجازات وهو في سن 22 عاما فقط.
طوكيو 2021 ... البقالي يحقق الحلم أخيرا
في طوكيو 2021، كان سفيان البقالي على موعد مع كتابة التاريخ، وذلك عندما توج بذهبية سباق 3 آلاف متر حواجز، حيث حل في المركز الأول بتوقيت 8 دقائق، 8 ثانية و90 جزء بالمئة.، متقدما على الإثيوبي لاميشا جيرما، صاحب الميدالية الفضية والكيني بنجامين كيجن، صاحب الميدالية البرونزية، وأنهى السيطرة الكينية التي استمرت لأكثر من 30 عاما على سباقات 3000 متر حواجز، ومنح المغرب الميدالية الوحيدة في الألعاب الأولمبية، ليتحقق الحلم أخيرا ويتوج البقالي بأول ميدالية أولمبية في مسيرته، والأمر لن يتوقف عند هذا الحد دون شك، خاصة وأنه في ريعان شبابه، ولا يزال هناك العديد من البطولات العالمية.
سفيان البقالي يفوز بميدالية ذهبية
في 19 يوليوز 2022، توج سفيان البقالي بميدالية ذهبية في سباق 3 آلاف متر موانع، ضمن النسخة الثامنة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى في مدينة يوجين الأمريكية.
ويعتبر الفوز بميدالية 3000 متر موانع في أولمبياد باريس 2024 آخر وأهم إنجازات سفيان البقالي، الذي لا زال مشواره يعد بالكثير.
وكان البقالي قد تلقى تهنئة من الملك محمد السادس إثر هذا الإنجاز التاريخي، خصوصا أنه منح المغرب الميدالية الذهبية الوحيدة في هذه المنافسة.