من هو إبراهيم البليهي ؟

IbrahimAlbleahy
13355 مشاهدة

إبراهيم البليهي Ibrahim Albleahy هو مفكر وكاتب سعودي وعضو في مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية. لديه توجه ليبرالي في أفكاره، وقام بتجسيد أبحاثه ونظرياته الفلسفية عبر كتب ومقالات عديدة. برزت مواقفه الإيجابية تجاه الحضارة الغربية ودورها في تعزيز الوعي، ويعتبر المفكر العربي الذي قدم الفهم الأدق والأصح لليبرالية، وحمل على عاتقه مسؤولية التنوير الفكري من خلال تغيير الفكر السائد في المجتمع وتوجيهه نحو العلو والرفعة في التفكير والسلوك.

المسيرة المهنية لإبراهيم البليهي

ولد إبراهيم البليهي في محافظة الشماسية، التابعة لمنطقة القصيم بالسعودية، عام 1944. درس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في السعودية، وحصل على شهادة في الشريعة الإسلامية، حيث نال بحثه الجامعي درجة الامتياز فتولت كلية الشريعة بالرياض طبعه ونشره. عمل محرراً في جريدة "الدعوة" قبل التخرج، وكان أيضاً موظفاً بوكالة البلديات ومنتسباً لكلية الشريعة. تولى عدة مناصب منها رئيس بلدية حوطة بني تميم، ورئيس بلدية خميس مشيط، ورئيس بلدية مدينة حائل، كما عمل مديراً عاماً للشؤون البلدية بالشرقية، ثم مديراً عاماً للشؤون البلدية بالقصيم حتى تقاعد. تم تعيينه عضواً في مجلس الشورى السعودي وكان كاتباً في صحيفة الرياض.

سقراط السعودية

يتميز البليهي بأنه شديد المباشرة في حديثه وكتاباته، وواضح وسريع الإشارة في أفكاره. يقدم أفكاره بأسلوب بسيط ومباشر يجعلها مفهومة للجميع، ولكنه أيضاً ذو بعد إنساني يتجاوز عروبته وإسلاميته ويحارب توهم الكمال فيهما. انشغل ببحث قضايا الجهل والتخلف والريادة والاهتمام، حتى أنشأ في كل منها نظريات جديرة بالانتباه والالتفات من المؤسسات الثقافية.

البليهي يسلط الضوء على دور الغرب في صنع الحضارة

يرى إبراهيم البليهي أن الغرب وحده هو الذي صنع الحضارة العظيمة التي تختلف نوعياً عن كل ما عرفته البشرية خلال تاريخها، وأن كل الأمم اللاحقة تطورت بمقدار ما استلهمته من الغرب. يرى أيضاً أن العرب لم يقدموا أبداً أية إضافة نوعية للحضارة الإنسانية، وأن ما ينسب لهم من إنجازات فكرية وعلمية كانت من إنجاز أفراد تتلمذوا على الثقافة اليونانية، وأن تاريخ الغرب هو امتداد للتاريخ اليوناني والروماني.

التعليم الجامعي لا يخلق الوعي

في كتبه ونظرياته الفلسفية، يشير البليهي إلى أن تطور المجتمعات لا يعني حصول تغيير نوعي في وعي الناس عامة وحتى المتعلمين. يرى أن الشعوب تتطور بالتكامل بين رواد الفكر وقادة الفعل، وأن الازدهار يتحقق على عجلتي الفكر والفعل. أما الشعوب فتزدهر وهي لا تدرك سبب ازدهارها، وليس بفضل وعي أفرادها، وإنما بتغيير مركبتها وتصحيح اتجاهها وقوة مؤسساتها وحكم القانون. ويقول أن التعليم الجامعي لا يخلق الوعي في مجتمع متخلف، بل يكرس القيم والتصورات السائدة ويعمق الولاء للواقع.

مشروع تأسيس الجهل لتحرير العقل

أصدر البليهي كتاب "الإنسان كائن تلقائي" الذي تضمن سرداً فلسفياً لنظرياته حول الإنسان والإنسانية، ضمن مشروع تأسيس الجهل لتحرير العقل. يعتقد البليهي أن الحقيقة التي يجب على الجميع معرفتها هي أنه لولا الفرديات الاستثنائية الخارقة المبدعة، لبقيت الإنسانية عاجزة عن تجاوز الحالة البدائية. حاول البليهي في هذا الكتاب أن يكشف عن المأزق البشري الأعمق وهو التناسل الثقافي، وأن المسلمات الثقافية التي تتوارثها الأمم تبقى حاجزاً يمنع تأثير العلوم في العقول، فتبقى العلوم محصورة بالأهداف العلمية والمهنية.

البليهي ونظرية السلطة السياسية وتغيير الأفكار

في كتابه "الريادة والاستجابة"، ركز البليهي على أهمية السلطة السياسية في التغيير، وأن الأفكار المغايرة للثقافة السائدة لا تكون مؤثرة إلا إذا تبنتها السلطة السياسية. يوضح البليهي أن التقدم البشري ينهض بجناحين: جناح السلطة السياسية التي تملك القرار وإمكانات تغيير الاتجاه وحشد الطاقات، والجناح الثاني هو الريادات الفردية الاستثنائية التي تفكر خارج النسق العام، كما حصل في أوروبا ثم اليابان وغيرها من البلدان المتقدمة.

الإبداع والاتباع، الابتكار والتنفيذ

في كتابه "الإبداع والاتباع"، سلط البليهي الضوء على نظرية اللاعقلانية والخواء الفكري، رغم وفرة المعارف وتعميم التعليم في كل مراحله لكل الفئات والطبقات في غالب دول العالم. يرى أن السائد حالياً هو عقلانية القوانين والنظم والمؤسسات، ولكن لا عقلانية الشعوب والمجتمعات، مما يدعو للدهشة والبحث عن الأسباب وراء ذلك. يرصد مظاهر الانحدار نحو اللاعقلانية ويفسر الرغبة المحمومة لمزيد من التفاهة والخواء، والتي تظهر جلياً في "الشره الاستهلاكي" وزيادة الإقبال على المنتجات الخالية من المضمون.

من الاهتمام التلقائي إلى حضارة معاقة ... كنز من الأفكار المبدعة

أصدر البليهي كتاب "عبقرية الاهتمام التلقائي" الذي تناول أفكاره الفلسفية المبدعة، وأكد فيه أن الإنسان كائن تلقائي، وأن التعليم القسري مضاد لطبيعة الإنسان التلقائية. يرى البليهي أن قابلية الإنسان لا تنفتح إلا بدوافع من داخل ذاته. في كتاب "حضارة معاقة - إمكانات هائلة تدار بحكمة هزيلة"، تناول اختلاف الحضارة المعاصرة عن كل الحضارات القديمة وعالج أكبر معضلة منعت بزوغ الإنسان الحديث. كتب أن الإنسان، رغم كل التقدم العلمي والتطورات التقنية، لم يتجاوز متطلبات البقاء، وأنه ما زال مستغرقاً في متطلبات جسده.

موسوعة النظريات والحوارات

في كتاب "حصون التخلف"، جمع البليهي موسوعة من الأفكار والنظريات الاستثنائية، وأبدع في سردها. أثار مسألة غاية في الأهمية وهي "موانع النهوض"، ولماذا لم ينهض العرب. عبر تحليل عميق لتاريخ الحضارات، استخدم منهج الحوار لدعم حججه وإقامة البرهان على صحة ما يقول. يرى البليهي أن التعليم يجب أن يسبق بنهضة فكرية تفتح الأقفال الثقافية التي تتوارثها الأجيال.

اقتباسات راسخة للمفكر البليهي

"إن فشل التعليم وإخفاق التنمية في الكثير من المجتمعات يعود إلى عدم إدراك موانع النهوض وغياب رؤية حصون الأخطبوط الثقافي الذي يحتل العقول ويصوغ العواطف ويوجه السلوك."

"تعميم التعليم لن يكون فاعلاً حتى يتحقق تغير ثقافي جذري تنعدل به منظومة القيم وتتغير بواسطته اهتمامات الناس."

"إن مبادرة الطلاب لتمزيق كتبهم بعد انتهاء الامتحانات هو وحده دليل قاطع بأن التعليم كرس نتائج عكسية، فخلق كره العلم ونبذ التعلم ومقت الكتب."

"حين نتحدث عن العباقرة فيجب أن نتذكر دائما أن تسعة أعشار العبقرية هي اهتمام قوي مستغرق وجهد موصول منظم."

"إن العلم إصلاح التفكير وليس إعطاء معلومات وهو إحلال تصورات صحيحة ومعارف ممحصَّة محل تصورات ومعارف خاطئة."

"حين تسترد ذاتك من الاستلاب العام فإنك حينئذٍ تُولد من جديد ولادتك الحقيقية التي تستحق أن تحياها."

آخر تحديث : 25 فبراير 2025
...
من هو إبراهيم البليهي ؟
...
من هو عبد الله الشايجي ؟
...
من هو محمد مجدي قفشة؟
...
من هو محمد سليمان الملوحي؟
...
من هو مصطفى حجازي ؟
...
من هو أحمد سامي ؟
error: Content is protected !!